السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الإسلام سيظل في قلوب المسلمين وعقولهم هو المنهج الوحيد الذي يجب
اتباعه، ولا يجوز اللجوء لغيره، هو المنهج الذي يحمل الحلول لمشاكل الحياة
قديمها وحديثها، وهو الذي يوفر للمسلمين القوة والعزة والكرامة، بينما
يقودها غيره للمهانة والتبعية الذليلة لأعداء الأمة. ومهما حاول أعداء
الإسلام أن يُقصُوا هذا الدين عن حياة المسلمين، فإن محاولتهم ستبوء في
النهاية بالفشل، ومهما جهدوا لإقناع الشعوب المسلمة بأن الإسلام لا يصلح
لهذا العصر، وأنه لابد من الاقتداء بالغرب؛ فإن جهودهم ستذهب أدراج الرياح.
هذه
هي خلاصة نتائج الانتخابات التركية الأخيرة، وهي أيضًا خلاصة قصة تركيا مع
الإسلام، منذ القدم؛ فتركيا الحالية لم يكن لها وجود كدولة قبل الإسلام،
ولا في عصوره الأولى حتى حدثت القصة الشهيرة بانتقال بعض القبائل ذات
الأصل التركي من بلادها خوفًا من اكتساح التتار، حيث وجدوا معركة بين جيش
السلاجقة المسلمين، وجيش الروم، فانضموا لإخوانهم المسلمين، وتحقق النصر
لهم بفضل الله U، فكافأهم السلطان السلجوقي بإقطاعهم أرضًا في ذلك المكان
وجعل كبيرهم (عثمان بن أرطغرل) الذي تنسب إليه الدولة العثمانية أميرًا
على هذه الإمارة الناشئة، فكانت نشأة الدولة العثمانية مرتبطةً بالإسلام
والجهاد في سبيل الله وقائمةً عليهما، ثم دارت الأيام، واتسعت تلك الإمارة
حتى صارت دولة تقوم على أساس الإسلام، وتحمَّلت هذه الدولة عبء نشر
الإسلام في أوروبا، وقامت بفتوحات كبيرة وعظيمة توَّجها السلطان محمد
الفاتح بفتح القسطنطينية.
ثمَّ تحولت الدولة إلى خلافة تسعى إلى توحيد
العالم الإسلامي تحت راية واحدة، وتحت منهج واحد هو الإسلام، ومن هنا صارت
تلك الخلافة الإسلامية العثمانية هدفًا لأعداء الإسلام من الصليبيين
واليهود، الذين أخذوا يتآمرون عليها، ويكيلون لها الضربات، في الوقت الذي
كان هناك العديد من الأخطاء التي تفشَت في جسد الخلافة العثمانية، وتحتاج
العلاج السريع قبل أن تتسبب في تضعضع بنيانها.
وفي
المرحلة الأخيرة من مؤامرة الإجهاز على الخلافة العثمانية رأى الأعداء أن
يصنعوا بطلاً وهميًا لينبهر به الأتراك، وليروا فيه القائد الفذَّ، وفي
حقيقة الأمر يقوم ذلك الرجل بالقضاء التام على الخلافة العثمانية، ولم يجد
الغرب الصليبي واليهود أفضل من مصطفى كمال أتاتورك اليهودي المتظاهر
بالإسلام للعب ذلك الدور، وقد أجاده؛ فألغى الخلافة، واللغة العربية، ومنع
الحجاب والأذان، واضطهد كل من قاوم جهوده الخبيثة.
وانتقلت تركيا
الحديثة من الإسلام إلى أحضان العلمانية المعادية للإسلام، وصار تقديس
كمال أتاتورك ومبادئه المنحرفة أساسًا من أسس الدولة، وعمل كل من تولَّى
الحكم على إضعاف الروح الإسلامية بكل الطرق، فماذا كانت النتيجة؟
انهيار
في كل نواحي الحياة: الاقتصادية؛ حيث ارتفعت نسبة التضخم إلى معدَّلات غير
مسبوقة، وتفشَّت البطالة بشكلٍ مريعٍ. وفي المجال الأخلاقي انحطت الأخلاق
إلى هاوية سحيقة، وانتشرت المخدرات والموبقات، وتحوَّلت تركيا من خلافة
عظمى تسيطر على مساحة شاسعة من العالم في ظل الإسلام إلى دويلة ضعيفة
منهارة لا تكاد تملك أمرها في ظل العلمانية.
ولكن كان هناك في ذات
الوقت من يجاهد لإبراز الروح الإسلامية عند الأتراك، ويأخذ بأيدي محبي
الإسلام المضطهدين، فكان هناك بديع الزمان النورسي، ثم جاء الأستاذ نجم
الدين أربكان الذي حمل لواء الدعوة إلى تحكيم الإسلام في الحياة، وتحمَّل
الأذى في سبيل ذلك؛ فظهر نبت الإسلام في القلوب مرة أخرى، ومن كان مختفيًا
بإسلامه أظهره وعاد الحجاب شيئًا فشيئًا، وبدا أنَّ الإسلام في طريقه إلى
حياة الأتراك بعد أن عمر قلوبهم؛ فكانت انتفاضة العلمانية ممثلة في الجيش
التركي، الذي قام بالانقلاب على حكم أربكان الذي كان نائب لرئيس الوزراء
بعد انتخابات حرة.
وحاول
الجيش والقوى العلمانية إيقاف المد الإسلامي؛ فحكموا على أربكان بالسجن،
والمنع من مزاولة العمل السياسي، متصورين أنهم بذلك يستطيعون قمع الإسلام،
وإخراجه من مظاهر الحياة مرة أخرى، ومتوهمين أن القضاء على شخص الداعي
أربكان كفيل بالقضاء على الإسلام في نفوس الأتراك، جاهلين أن الإسلام لم
يفارق قلوب الأتراك منذ إلغاء الخلافة، وتطبيق العلمانية، وأن العودة
للإسلام لا سبيل لإيقافها؛ ومن هنا فبعدما منعوا أربكان بانقلاب وأحكام
ظالمة نشأت أحزاب إسلامية جديدة قد تختلف مع أربكان في بعض الرؤى
السياسية، وقد نختلف معها أحيانًا في بعض توجهاتها وسياساتها، ولكنها في
المجمل تمثل الإسلام أمام المجتمع القوى السياسية التركية، ومن هنا التف
حولها الشعب التركي معلنًا تمسكه بالإسلام، ورغبته في عودة تركيا إلى
أحضان العالم الإسلامي، ومعلنًا رفضه للعلمانية القميئة التي ظلت جاثمة
على صدره أكثر من ثمانين عامًا صُودِرت فيها حريتُه، وانتُهِكَت فيها
أحكامُ الإسلام كثيرًا.
ولابد لكل النظم الحاكمة التي تبنَّت العلمانية
في الدول الإسلامية – وإن تظاهرت بغير ذلك - أن تنظر بعين الاعتبار لتجربة
الشعب التركي الذي قاوم كل جهود العلمنة، وأظهر أن الإسلام مُكوِّن مهم في
حياته، بل هو المكون الأساسي الذي لا تستقيم الحياة بدونه؛ لتعرف هذه
النظم أنَّ شعوبها لديها أضعاف ما لدى الشعب التركي من حبٍّ للإسلام،
وتمسكٍ به؛ فينبغي عليها إن أرادت لبلادها التقدم والازدهار أن تلبي رغبة
هذه الشعوب في الانتخابات الحرة التي يقول فيها كلمته دون ضغطٍ أو تزوير،
وفي العمل بالإسلام الذي تتوق إليه نفوس شعوبها.
كما يجب على الحركات
الإسلامية في العالم الإسلامي أن تستفيد من هذه التجربة بمعرفة كيفية عرض
الإسلام على الشعب، وتقديمه في صورته الحقيقية، وكيفية التغلغل في أوساط
شعوبها، وإدراك مشاكلها الحقيقية، وكيفية حلها؛ حتى يعلم مَن يجهل أنَّ
الإسلام جاء لتنظيم شؤون الدنيا على ما يريد الله U، لا للاهتمام بأمور
الآخرة فحسب.
إن نتائج الانتخابات التركية ذات معانٍ عميقة وموحية
تتلخص فيما ذكرنا في بداية المقال؛ فارجع إليه، واقرأه مرةً أخرى لتفهم
حقيقة ما جرى في انتخابات تركيا.
إن الإسلام سيظل في قلوب المسلمين وعقولهم هو المنهج الوحيد الذي يجب
اتباعه، ولا يجوز اللجوء لغيره، هو المنهج الذي يحمل الحلول لمشاكل الحياة
قديمها وحديثها، وهو الذي يوفر للمسلمين القوة والعزة والكرامة، بينما
يقودها غيره للمهانة والتبعية الذليلة لأعداء الأمة. ومهما حاول أعداء
الإسلام أن يُقصُوا هذا الدين عن حياة المسلمين، فإن محاولتهم ستبوء في
النهاية بالفشل، ومهما جهدوا لإقناع الشعوب المسلمة بأن الإسلام لا يصلح
لهذا العصر، وأنه لابد من الاقتداء بالغرب؛ فإن جهودهم ستذهب أدراج الرياح.
هذه
هي خلاصة نتائج الانتخابات التركية الأخيرة، وهي أيضًا خلاصة قصة تركيا مع
الإسلام، منذ القدم؛ فتركيا الحالية لم يكن لها وجود كدولة قبل الإسلام،
ولا في عصوره الأولى حتى حدثت القصة الشهيرة بانتقال بعض القبائل ذات
الأصل التركي من بلادها خوفًا من اكتساح التتار، حيث وجدوا معركة بين جيش
السلاجقة المسلمين، وجيش الروم، فانضموا لإخوانهم المسلمين، وتحقق النصر
لهم بفضل الله U، فكافأهم السلطان السلجوقي بإقطاعهم أرضًا في ذلك المكان
وجعل كبيرهم (عثمان بن أرطغرل) الذي تنسب إليه الدولة العثمانية أميرًا
على هذه الإمارة الناشئة، فكانت نشأة الدولة العثمانية مرتبطةً بالإسلام
والجهاد في سبيل الله وقائمةً عليهما، ثم دارت الأيام، واتسعت تلك الإمارة
حتى صارت دولة تقوم على أساس الإسلام، وتحمَّلت هذه الدولة عبء نشر
الإسلام في أوروبا، وقامت بفتوحات كبيرة وعظيمة توَّجها السلطان محمد
الفاتح بفتح القسطنطينية.
ثمَّ تحولت الدولة إلى خلافة تسعى إلى توحيد
العالم الإسلامي تحت راية واحدة، وتحت منهج واحد هو الإسلام، ومن هنا صارت
تلك الخلافة الإسلامية العثمانية هدفًا لأعداء الإسلام من الصليبيين
واليهود، الذين أخذوا يتآمرون عليها، ويكيلون لها الضربات، في الوقت الذي
كان هناك العديد من الأخطاء التي تفشَت في جسد الخلافة العثمانية، وتحتاج
العلاج السريع قبل أن تتسبب في تضعضع بنيانها.
وفي
المرحلة الأخيرة من مؤامرة الإجهاز على الخلافة العثمانية رأى الأعداء أن
يصنعوا بطلاً وهميًا لينبهر به الأتراك، وليروا فيه القائد الفذَّ، وفي
حقيقة الأمر يقوم ذلك الرجل بالقضاء التام على الخلافة العثمانية، ولم يجد
الغرب الصليبي واليهود أفضل من مصطفى كمال أتاتورك اليهودي المتظاهر
بالإسلام للعب ذلك الدور، وقد أجاده؛ فألغى الخلافة، واللغة العربية، ومنع
الحجاب والأذان، واضطهد كل من قاوم جهوده الخبيثة.
وانتقلت تركيا
الحديثة من الإسلام إلى أحضان العلمانية المعادية للإسلام، وصار تقديس
كمال أتاتورك ومبادئه المنحرفة أساسًا من أسس الدولة، وعمل كل من تولَّى
الحكم على إضعاف الروح الإسلامية بكل الطرق، فماذا كانت النتيجة؟
انهيار
في كل نواحي الحياة: الاقتصادية؛ حيث ارتفعت نسبة التضخم إلى معدَّلات غير
مسبوقة، وتفشَّت البطالة بشكلٍ مريعٍ. وفي المجال الأخلاقي انحطت الأخلاق
إلى هاوية سحيقة، وانتشرت المخدرات والموبقات، وتحوَّلت تركيا من خلافة
عظمى تسيطر على مساحة شاسعة من العالم في ظل الإسلام إلى دويلة ضعيفة
منهارة لا تكاد تملك أمرها في ظل العلمانية.
ولكن كان هناك في ذات
الوقت من يجاهد لإبراز الروح الإسلامية عند الأتراك، ويأخذ بأيدي محبي
الإسلام المضطهدين، فكان هناك بديع الزمان النورسي، ثم جاء الأستاذ نجم
الدين أربكان الذي حمل لواء الدعوة إلى تحكيم الإسلام في الحياة، وتحمَّل
الأذى في سبيل ذلك؛ فظهر نبت الإسلام في القلوب مرة أخرى، ومن كان مختفيًا
بإسلامه أظهره وعاد الحجاب شيئًا فشيئًا، وبدا أنَّ الإسلام في طريقه إلى
حياة الأتراك بعد أن عمر قلوبهم؛ فكانت انتفاضة العلمانية ممثلة في الجيش
التركي، الذي قام بالانقلاب على حكم أربكان الذي كان نائب لرئيس الوزراء
بعد انتخابات حرة.
وحاول
الجيش والقوى العلمانية إيقاف المد الإسلامي؛ فحكموا على أربكان بالسجن،
والمنع من مزاولة العمل السياسي، متصورين أنهم بذلك يستطيعون قمع الإسلام،
وإخراجه من مظاهر الحياة مرة أخرى، ومتوهمين أن القضاء على شخص الداعي
أربكان كفيل بالقضاء على الإسلام في نفوس الأتراك، جاهلين أن الإسلام لم
يفارق قلوب الأتراك منذ إلغاء الخلافة، وتطبيق العلمانية، وأن العودة
للإسلام لا سبيل لإيقافها؛ ومن هنا فبعدما منعوا أربكان بانقلاب وأحكام
ظالمة نشأت أحزاب إسلامية جديدة قد تختلف مع أربكان في بعض الرؤى
السياسية، وقد نختلف معها أحيانًا في بعض توجهاتها وسياساتها، ولكنها في
المجمل تمثل الإسلام أمام المجتمع القوى السياسية التركية، ومن هنا التف
حولها الشعب التركي معلنًا تمسكه بالإسلام، ورغبته في عودة تركيا إلى
أحضان العالم الإسلامي، ومعلنًا رفضه للعلمانية القميئة التي ظلت جاثمة
على صدره أكثر من ثمانين عامًا صُودِرت فيها حريتُه، وانتُهِكَت فيها
أحكامُ الإسلام كثيرًا.
ولابد لكل النظم الحاكمة التي تبنَّت العلمانية
في الدول الإسلامية – وإن تظاهرت بغير ذلك - أن تنظر بعين الاعتبار لتجربة
الشعب التركي الذي قاوم كل جهود العلمنة، وأظهر أن الإسلام مُكوِّن مهم في
حياته، بل هو المكون الأساسي الذي لا تستقيم الحياة بدونه؛ لتعرف هذه
النظم أنَّ شعوبها لديها أضعاف ما لدى الشعب التركي من حبٍّ للإسلام،
وتمسكٍ به؛ فينبغي عليها إن أرادت لبلادها التقدم والازدهار أن تلبي رغبة
هذه الشعوب في الانتخابات الحرة التي يقول فيها كلمته دون ضغطٍ أو تزوير،
وفي العمل بالإسلام الذي تتوق إليه نفوس شعوبها.
كما يجب على الحركات
الإسلامية في العالم الإسلامي أن تستفيد من هذه التجربة بمعرفة كيفية عرض
الإسلام على الشعب، وتقديمه في صورته الحقيقية، وكيفية التغلغل في أوساط
شعوبها، وإدراك مشاكلها الحقيقية، وكيفية حلها؛ حتى يعلم مَن يجهل أنَّ
الإسلام جاء لتنظيم شؤون الدنيا على ما يريد الله U، لا للاهتمام بأمور
الآخرة فحسب.
إن نتائج الانتخابات التركية ذات معانٍ عميقة وموحية
تتلخص فيما ذكرنا في بداية المقال؛ فارجع إليه، واقرأه مرةً أخرى لتفهم
حقيقة ما جرى في انتخابات تركيا.
2009-08-11, 03:23 من طرف البرهومي
» صورة من اعماق الكون .. شاهد وعلق..
2009-07-10, 17:23 من طرف kheiro21
» إستفتاء ... يرجى الدخول من الجميع
2009-07-10, 16:53 من طرف kheiro21
» انتزع..قلبي..وغادر
2009-06-14, 11:56 من طرف chihaby
» ~~ جنون الليل ~~
2009-06-14, 11:56 من طرف chihaby
» شجرة الانبياء عليهم السلام
2009-06-14, 11:55 من طرف chihaby
» سبع حقائق علمية تشهد بصدق النبي صلى الله عليه وسلم
2009-06-14, 11:54 من طرف chihaby
» شاب تهتز اركانه امام فتاة
2009-06-13, 23:03 من طرف النمر
» عضو جديد بالمنتدى
2009-06-13, 15:38 من طرف النمر