بسم الله الرحمن الرحيم
نقد الشعر
[size=25]تعريفه:
هو
معرفة فاسد الكلام وصحيحه, وتمييز حسنه من قبيحه,على أسس أهم أركان اللغة
والأدب لمعرفة جواهر الكلام وأساليب البيان الخالصة من المعتلة المدخولة
كما فعل النابغة الذبياني في الجاهلية, إذ كان يحكم بين الشعراء والخطباء
بفكرته الوقادة ويوازن بينهم بنظره الصائب النقاد, فيصدرون عنه نازلين على
حكمه راضين بقضائه.وللنقد أسس قويمة يقوم عليها علم النقد,النقد
الشعري,النقد اللغوي,النقد النثري,لتبقى اللغة محفوظة المفردات والتراكيب
متينة الأساليب.
مذاهب الناس في النقد:
يختلف
نظر الناس بنقد الشعر جل الاختلاف, فمنهم من يميل إلى ما سهل فيقول:خير
الشعر مالا يحجبه شيء عن الفهم,ويقول أيضاً: خير الشعر ما معناه إلى قلبك
أسرع من لفظه إلى سمعك, ومنهم من يؤثر الألفاظ الجزلة المتينة والأساليب
الفخمة الرصينة كأبي عبيدة ويونس بن حبيب وأبي عمرو الشيبانيوابن
الأعرابي,ذلك لأن أذواقهم توافق اختصاصهم, وهو البحث بمادة اللغة وألفاظها.
ومنهم من يؤثر المعنى الطريف في اللفظ المستعذب الرقيق الذي لا
ينحط إلى لغة السوقة كالجاحظ وأمثاله من الكتاب والشعراء ورواة
الأدب لأن أذواقهم تلائم اختصاصهم أيضاً.وهو البحث بمعاني
الشعر المستملحة اللابسة من ثوب اللفظ أرقه وأشفه وأعذبه, لذلك
كان للفرزدق وابن مقبل عند علماء مادة اللغة المقام الأول ولجرير
عند الشعراء والأدباء كبشار بن برد وأبي نواس المكانة
العظمى,ولهذا السبب كان ثعلب يفضل مسلم بن الوليد, والبحتري
يفضل أبا نواس.
أما
طريقة النقد عند أدباء هذا العصر فهي مستمدة من طريقة المعاصرين من النقاد
الأوربيين, وخلاصتها أن يبنى النقد على اللذة الفنية, وينظر للفظ الشعر
ومعانيه, ويستدل بذلك على نفسيته وشخصيته, وينتقل من ذلك إلى معرفة الشاعر
وتحديد شخصيته ومنها إلى معرفة صبغة عصرهوأذواق جماعته المعاصرين واحوالهم
الإجتماعية والسياسية والعمرانية ومنها إلى التأثير في نفسك فيبعث فيها
العواطف على اختلاف أنواعها من رضى أو سخط أو إعجاب أو مقت وهذه النتائج
هي التي توخى مجموعها( تشارلز أوجستين سانت بوف) و( تلميذه هيبوليت ادولف
تين)و(جول كمتر) وهم من كبار النقاد الفرنسيين في عصر النهضة
بين(1828م-1893م) في طريقة انتقادهم لشعر شعرائهم.
يتوقف النقد الشعري على استكمال العلوم الأدبية التي لا بد منها ليكون الإنسان أديباً كاملاً, وللنقد صلة بجميع هذه العلوم,إذ قد يكون النقد ل:
1- مخالفة علم الصرف
2- قواعد النحو
3- يتوقف على علمي العروض والقوافي
وخلاصة القول:
إن
فن النقد يحتاج لمعرفة علوم الأدب بأسرها, ولا يخفى أنه يدخل تحت علوم
الأدب بعض العلوم الاجتماعية كالتاريخ ووصف الأرض وعلمي الاجتماع والنفس,
فله إذا صلة وثيقة بكل ذك.
أمثلة: مثال لمخالفة القاعدة الصرفية:
قال أبو نواس:
كأن صغرى وكبرى من فواقعها && حصباء در على أرض من الذهب
فقوله صغرى وكبرى لا يجيزه علم الصرف لأن فعلى أفعل إذا لم
يكن مضافاً لا يجوز حذف(أل) منها, وقد غلطوا أبا تمام بقوله:
بالقائم الثامن المستخلف اطــّأدت ^^^ قواعد الملك ممتداً لهل الطول
والصواب(اتطدت) لأن أصلها(اوتطدت) فأبدلت التاء من الواو على القاعدة الصرفية.
مثال آخر لمخالفة القاعدة النحوية:
قال أبو نواس:
يا خير من كان ومن يكون ^^ إلا النبي الطاهر الميمون
فرفع في الاستثناء من الموجب, وكذلك لما أنشد العماني الرشيد يصف فرساً:
كأن أذنيه إذا تشوفا && قادمة أو قلماً محرفا
ولـَحـَن, فهم ذلك أكثر من حضر, فقال الرشيد:
اجعل مكانه(كأن) تخال فعجبوا لسرعة بديهته.
مثال لمخالفة العروض والقوافي:
أي كثير الزحافات حتى يظن أنه خارج على الأوزان الشعرية.مثال:
قول الشريف الرضي:
أمرابع الغزلان غيـّرك البلى && حتى غدوت مراتع الغزلان
وهل تنكر الألفاظ الغليظة الفظة كقول أبي تمام:
قد قلت لما اطلخم الأمر وانبعثت && عشواء تالية غبساً دهاريسا
إلا بمعرفة تلك العلوم وتمييز الألفاظ الكريمة والمعاني
ومنهم من يقول ما كان مطابقاً للصدق وموافقاً للوصف كما قيل:
وإن أحسن بيت أنت قائله && بيت يقال إذا أنشدته صدقا
كما أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصدق بيت شعر قالته العرب كان بيت الشاعر لبيد حيث قال:
ألا كل شيءٍ ماخلا الله باطل && وكل نعيم لا محالة زائلُ
[/size]نقد الشعر
[size=25]تعريفه:
هو
معرفة فاسد الكلام وصحيحه, وتمييز حسنه من قبيحه,على أسس أهم أركان اللغة
والأدب لمعرفة جواهر الكلام وأساليب البيان الخالصة من المعتلة المدخولة
كما فعل النابغة الذبياني في الجاهلية, إذ كان يحكم بين الشعراء والخطباء
بفكرته الوقادة ويوازن بينهم بنظره الصائب النقاد, فيصدرون عنه نازلين على
حكمه راضين بقضائه.وللنقد أسس قويمة يقوم عليها علم النقد,النقد
الشعري,النقد اللغوي,النقد النثري,لتبقى اللغة محفوظة المفردات والتراكيب
متينة الأساليب.
مذاهب الناس في النقد:
يختلف
نظر الناس بنقد الشعر جل الاختلاف, فمنهم من يميل إلى ما سهل فيقول:خير
الشعر مالا يحجبه شيء عن الفهم,ويقول أيضاً: خير الشعر ما معناه إلى قلبك
أسرع من لفظه إلى سمعك, ومنهم من يؤثر الألفاظ الجزلة المتينة والأساليب
الفخمة الرصينة كأبي عبيدة ويونس بن حبيب وأبي عمرو الشيبانيوابن
الأعرابي,ذلك لأن أذواقهم توافق اختصاصهم, وهو البحث بمادة اللغة وألفاظها.
ومنهم من يؤثر المعنى الطريف في اللفظ المستعذب الرقيق الذي لا
ينحط إلى لغة السوقة كالجاحظ وأمثاله من الكتاب والشعراء ورواة
الأدب لأن أذواقهم تلائم اختصاصهم أيضاً.وهو البحث بمعاني
الشعر المستملحة اللابسة من ثوب اللفظ أرقه وأشفه وأعذبه, لذلك
كان للفرزدق وابن مقبل عند علماء مادة اللغة المقام الأول ولجرير
عند الشعراء والأدباء كبشار بن برد وأبي نواس المكانة
العظمى,ولهذا السبب كان ثعلب يفضل مسلم بن الوليد, والبحتري
يفضل أبا نواس.
أما
طريقة النقد عند أدباء هذا العصر فهي مستمدة من طريقة المعاصرين من النقاد
الأوربيين, وخلاصتها أن يبنى النقد على اللذة الفنية, وينظر للفظ الشعر
ومعانيه, ويستدل بذلك على نفسيته وشخصيته, وينتقل من ذلك إلى معرفة الشاعر
وتحديد شخصيته ومنها إلى معرفة صبغة عصرهوأذواق جماعته المعاصرين واحوالهم
الإجتماعية والسياسية والعمرانية ومنها إلى التأثير في نفسك فيبعث فيها
العواطف على اختلاف أنواعها من رضى أو سخط أو إعجاب أو مقت وهذه النتائج
هي التي توخى مجموعها( تشارلز أوجستين سانت بوف) و( تلميذه هيبوليت ادولف
تين)و(جول كمتر) وهم من كبار النقاد الفرنسيين في عصر النهضة
بين(1828م-1893م) في طريقة انتقادهم لشعر شعرائهم.
يتوقف النقد الشعري على استكمال العلوم الأدبية التي لا بد منها ليكون الإنسان أديباً كاملاً, وللنقد صلة بجميع هذه العلوم,إذ قد يكون النقد ل:
1- مخالفة علم الصرف
2- قواعد النحو
3- يتوقف على علمي العروض والقوافي
وخلاصة القول:
إن
فن النقد يحتاج لمعرفة علوم الأدب بأسرها, ولا يخفى أنه يدخل تحت علوم
الأدب بعض العلوم الاجتماعية كالتاريخ ووصف الأرض وعلمي الاجتماع والنفس,
فله إذا صلة وثيقة بكل ذك.
أمثلة: مثال لمخالفة القاعدة الصرفية:
قال أبو نواس:
كأن صغرى وكبرى من فواقعها && حصباء در على أرض من الذهب
فقوله صغرى وكبرى لا يجيزه علم الصرف لأن فعلى أفعل إذا لم
يكن مضافاً لا يجوز حذف(أل) منها, وقد غلطوا أبا تمام بقوله:
بالقائم الثامن المستخلف اطــّأدت ^^^ قواعد الملك ممتداً لهل الطول
والصواب(اتطدت) لأن أصلها(اوتطدت) فأبدلت التاء من الواو على القاعدة الصرفية.
مثال آخر لمخالفة القاعدة النحوية:
قال أبو نواس:
يا خير من كان ومن يكون ^^ إلا النبي الطاهر الميمون
فرفع في الاستثناء من الموجب, وكذلك لما أنشد العماني الرشيد يصف فرساً:
كأن أذنيه إذا تشوفا && قادمة أو قلماً محرفا
ولـَحـَن, فهم ذلك أكثر من حضر, فقال الرشيد:
اجعل مكانه(كأن) تخال فعجبوا لسرعة بديهته.
مثال لمخالفة العروض والقوافي:
أي كثير الزحافات حتى يظن أنه خارج على الأوزان الشعرية.مثال:
قول الشريف الرضي:
أمرابع الغزلان غيـّرك البلى && حتى غدوت مراتع الغزلان
وهل تنكر الألفاظ الغليظة الفظة كقول أبي تمام:
قد قلت لما اطلخم الأمر وانبعثت && عشواء تالية غبساً دهاريسا
إلا بمعرفة تلك العلوم وتمييز الألفاظ الكريمة والمعاني
ومنهم من يقول ما كان مطابقاً للصدق وموافقاً للوصف كما قيل:
وإن أحسن بيت أنت قائله && بيت يقال إذا أنشدته صدقا
كما أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصدق بيت شعر قالته العرب كان بيت الشاعر لبيد حيث قال:
ألا كل شيءٍ ماخلا الله باطل && وكل نعيم لا محالة زائلُ
2009-08-11, 03:23 من طرف البرهومي
» صورة من اعماق الكون .. شاهد وعلق..
2009-07-10, 17:23 من طرف kheiro21
» إستفتاء ... يرجى الدخول من الجميع
2009-07-10, 16:53 من طرف kheiro21
» انتزع..قلبي..وغادر
2009-06-14, 11:56 من طرف chihaby
» ~~ جنون الليل ~~
2009-06-14, 11:56 من طرف chihaby
» شجرة الانبياء عليهم السلام
2009-06-14, 11:55 من طرف chihaby
» سبع حقائق علمية تشهد بصدق النبي صلى الله عليه وسلم
2009-06-14, 11:54 من طرف chihaby
» شاب تهتز اركانه امام فتاة
2009-06-13, 23:03 من طرف النمر
» عضو جديد بالمنتدى
2009-06-13, 15:38 من طرف النمر